اختصاص
عدل عليا 186 / 93 صفحة 2391 سنة 1993
تقضي الماده 15/أ من قانون الاحزاب السياسيه رقم 32 لسنه 1992 يتمتع الحزب بعد الاعلان عن تاسيسه بالشخصيه الاعتباريه وباسم وشعار يميزه عن اي حزب اخر وللحزب ان يمنع بالطرق القانونيه اي حزب اخر حمل اسمه وشعاره او اسما وشعارا مشابهين لاسمه وشعاره. وعليه فيعتبر اعضاء الحزب الذي يدعون في دعواهم ان اسم وشعار الحزب المستدعى ضده يشابهان اسم وشعار حزبهم ذوي صفه ومصلحه لاقامه الدعوى .
خولت الماده التاسعه من قانون محكمة العدل العليا ذوي المصلحه بحق الطعن باي قرار اداري نهائي حتى ولو كان محصنا بالقانون الذي صدر بمقتضاه، وعليه فيعتبر القرار الصادر عن وزير الداخليه المتضمن الموافقه عليه تاسيس حزب معين قرارا اداريا نهايا صادرا عن سلطه اداريه مختصه استنادا للصلاحيات المخوله لها قانونا، ومن حق ذوي المصلحه الطعن بهذا القرار امام محكمة العدل العليا بالرغم من خلو قانون الاحزاب السياسيه من النص الذي يجيز للمستدعين تقديم مثل هذا الطعن .
لا يوجد في قانون الاحزاب السياسيه ما يحظر على الاحزاب ان تتقارب او تتماثل بالمباديء والاهداف لان اهداف الامه التي تسعى الاحزاب الى تحقيقها هي اهداف موحده مهما تعددت الاحزاب واختلفت صيغها ووسائلها لتحقيق تلك الاهداف .
ان الادعاء بالتشابه بين اسم وشعار حزب المستدعين واسم وشعار الحزب المستدعى ضده لا يقوم على اساس سليم من الواقع والقانون. لان مفردات الصفات في الاسمين تنفي التشابه المحظور قانونا بين الاسمين وترفع كل التباس حولهما. ولا يجوز الاسترشاد بالقواعد والاحكام التي تحكم العلامات والاسماء التجاريه التي شرعت لحمايه المستهلكين ومنع المنافسه التجاريه غير المشروعه، على القواعد والاحكام التي تحكم العمل الحزبي لانه من غير اللائق قياس القواعد التي تحكم العمل الفكري السياسي الجاد، على القواعد والاحكام التي تطبق في حقل المواد والبضائع الاستهلاكيه ، لا يوجد تشابه بين شعار حزب البعث الاشتراكي الاردني وبين شعار حزب البعث العربي التقدمي وان الفوارق بينهما واضحه ينتفي معها اي تشابه او ليس بينهما، هذا بالاضافه الى ان شعار الحزب المستدعى ضده وكما وصف باللائحه الجوابيه التي لم يقدم المستدعون ردا عليها ولم ينكروا ما جاء فيها صراحه مما يصح القول بانهم مسلمون بها كما تقضي بذلك الماده 19/ب من قانون محكمة العدل العليا .
لا يرد القول باعتبار مفردات ( البعث ) و (البعثي) و ( البعثيون ) التي عرف بها المستدعون ( اعضاء حزب البعث الاشتراكي الاردني ) حكرا عليهم وحدهم دون سواهم لان كلمه البعث هي احدى مفردات اللغه العربيه تتعدد مدلولاتها بتعدد الصفات التي تلحق بها، مثل البعث الاسلامي والبعث الفكري العربي والبعث القومي العربي، وعليه فلا يجوز لاي حزب ان يحتكر لفظه ( البعث ) او ( العربي ) او ( البعث العربي ) او غيرها من مفردات اللغه العربيه اذا لم يوقع اللبس او التشابه المحظور قانونا باختلاف ما يلحق بهذه المفردات من صفات .